السبت، 2 سبتمبر 2017

لماذا تُعد مقارنة نفسك بالأخرين مشكلة كبيرة ؟

author photo
مع كل منشور من طرف الأصدقاء على الشبكات الإجتماعية مثل شراء منزل، الإستمتاع بعطلة، خطوبة أو زواج، يمكن في بعض الأحيان أن يُشعرنا بأننا غير مؤهَّلين في الحياة بالضبط عندما نشعر أننا "مُتخلِّفون" في الحياة.

مشكلة مقارنة نفسك بالأخرين


لكنَّ لعبة المقارنة لعبة خطيرة، الضغط الذي يحصل عندما تحاول أن تُساير الكيفية التي يعيش بها الأخرون حياتهم و تقارنها بحياتك يمكن أن يجعلك مكتئبا و يأخذ منك التركيز على أهدافك الخاصة و على مسار حياتك.


لماذا تُعد مقارنة نفسك بالأخرين مشكلة كبيرة ؟

إذا كانت مقارنة أنفسنا بالآخرين تميل بنا إلى أن نشعر بأننا في "منزلة أقل"، فلماذا نضع أنفسنا في هذا الموقف.

وفقاً لنظرية المقارنة الإجتماعية الأساسية (*)، نحن كائنات إجتماعية و نحن في حاجة ماسة إلى فهم أنفسنا و أن نعرف مكانتنا في العالم، بالأخص في محيطنا و عند الأشخاص القريبين منا .. 

المقارنات الإجتماعية تنقسم إلى فئتين - المقارنة المتدنِّية ( مقارنة نفسك بشخص أسوأ حالا منك ) و المقارنة الراقية  ( مقارنة نفسك بأشخاص تتصورهم أحسن منك حالا ). كِلتا هاتين الفئين تخلق مشاكل في كيفية رئيتنا لأنفسنا ..


قد يهمك : 3 أمور عليك أن تخبر بها نفسك اليوم وكلَّ يوم


في حين أن المقارنة المتدنية يمكن أن تبدو كطريقة تجعلنا نحس بأنفسنا في حالة أفضل، و هي في الحقيقة تعني أننا نربط ثقتنا بأنفسنا و تقديرنا للذات بسوءِ حظِّ و مصائبِ الآخرين، كما تجعلنا نركز كثيرا على الجوانب السيئة للأشخاص على عكس رؤية الصورة الكاملة للشخص.

بالطبع، المقارنة الراقية يمكن أن تُحفِّزنا و تُلهمنا لكن أفكارنا السيئة تميل إلى الترنُّح نحو تأجيج الحقد أو المعايير الغير واقعية، و هذا يعني أننا نتغاضى عن تعقيدات حياتنا الخاصة و نركز إنجازات الآخرين.

في أغلب الأحيان يكون الناس غير مهتمين في الحقيقة، هم فقط فضوليون.


المشكل الآخر مع المقارنة هو، بالرغم من أنه لسنا معتادين على مقارنة أنفسنا، فإن الآخرين لديهم الميل إلى الإشارة إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين.

سواءً إذا كان إختيار عدم الزواج أو إنجاب الأطفال، أو أي قرار شخصي نختارها لكي نقلِّد ( أو أن لا نقلد )، سيكون هناك على الأرجح شخص ما لديه وجهة نظر أو موقف مخالف فيه، هذا من المحتمل أن يؤدي بنا إلى الشك في الشخصية أو قد نفكر في تغيير هذا القرار.

لكن علينا أن نفهم أهمية التركيز في أنفسنا و شخصياتنا لأن منظورات الآخرين محدودة و مبنية على آراءهم و تجاربهم. في الكثير من الأحيان يكون الفضول المحض هو ما يقودنا و ليس كَونَنا نقصد ذلك حقيقة، و لهذا فإنه من الأساسي أن لا نكترث للآراء التي لا نحتاجها و نركز على ما ينفعك في جعل حياتك كما تريدها.

كيف تمنع الضجيج المدمر و تركز في نفسك ؟

إذا كان إستعمال الفيسبوك يتركك محبطا، غير آمن، و بأنك غير مؤهل أو أنك فقط تريد إيقاف إهتمامك بالآراء 'المساعِدة' التي يُرغمك عليها الآخرون بشأن حياتك، و هناك طرق كلي تغير منظورك و تبدأ حياةً أكثر سعادة.

ضع خارطة طريق و اضحة لحياتك 

لتمون أكثر ثقة في قراراتك و من ثم قوياًّ بما فيه الكفاية لرفض ما يقوله الآخرون، وضع خارطة طريق لما تودُّ الوصول إليه و كيف ستصل إليه، سوف يجلب لك إستقراراً أكثر و يجعلك آمنا، عن طريق هذا سوف تكون أقل إهتماما بما يفعله الآخرون مقارنة بك أو فيما يعتقدونه بخصوصك.

ضع قائمة لأهدافك، لاحظ أين أنت الآن و ما تريد أو تطمح للوصول إليه ( بدون محاسبة سلبية ) و ضع خطة لكيفية الوصول إليها. يمكنك وضع خطة أسبوعية أو سنوية - حسب ما يريحك في أي مجال - حيث ستجعل لحياتك معنىً و سوف تسعى دائما للأفضل و تتحرك نحو الأفضل.

قم ببعض التحسينات "العامة" لشخصيتك 

تطوير الشخصية طريقة عجيبة للتركيز على الذات لكننا في الغالب لا نميل إلى تحسين شخصياتنا إلا فقط عندما يكون الموقف صعبا في كثير من جوانب حياتنا، مثلا إذا أردنا تحسين صحتنا علينا أكل مأكولات جيدة و القيام بتمارين أكثر.

بالرغم من أنه قد تؤدي بنا إلى تجاهل و أغفال جوانب أخرى مثل العمل، أو تعلُّم علاقاتنا. فإن التركيز على جوانب متعدة سوف يخلق فينا الشعور بأننا نأسس ثوبا وفيرا سيمنعنا في المقابل من الشعور بالنقص و سوف يجعلنا نقارن جانبا من شخصيتنا بآخر.

ضع لائحة عن كيفية تحسين و تطوير كل جانب من جوانب شخصيتك، ربما تعلم شيء جديد سينفعك في المهنة التي تحلم بها، أو نظام تمارين من أجل صحة أفضل أو تحسين مهاراتك الإجتماعية للحصول على أصدقاء جدد. قم بالقليل من التحسينات لكل جانب من شخصيتك و قريبا سوف تكون و اثقا و متحكما في حياتك أكثر.

تذكر أن كل شيء يتطلب وقتا 

غالبا ما نصاب بالإحباط عندما نعرف أن بعض أهدافنا في الحياة يجب أن تتحقق في في وقت و لكن لا تكون الأمور كما خططنا لها، ( هذا، عندما تكون لعبة المقارنة في أقوى حالتها ) لذلك حاول أن لا تركز على وقت محدد و تذكر دائما بأنك دائما على طريق أحلامك.

يمشي الناس في طريق أحلامهم بسرعات مختلفة و لا إشكال في هذا. إرضَ بما وصلت إليه، هناك الكثير من الأشياء التي تستحق من أجلها حياتُك أن تقدرها بغض النظر عن حجم نجاحاتك. و تذكر أنك ستحقق نجاحك و أهدافك في وقتك - الوقت الأفضل لك و ليس لأي شخص آخر.

حاز هذا المقال على 0 تعليقات


كن شخصا مؤثرا.. واترك بصمتك !
رأيك حول الموضوع يهمني كثيراً
سمايلاتEmoticon

المقال التالي التالي
المقال السابق السابق